بعد الهجوم الذي طال الكويت على المواقع الالكترونية من مجموعة من المغاربة الغاضبين بسبب البرنامج الكوميدي في «تلفزيون الوطن» (بوقتادة وبونبيل)، وبعد مهاجمة «الهاكرز» المغاربة لمواقع رسمية كويتية، تعرضت مصر الى هجمة مماثلة وعنيفة فيما اخترق «هاكرز» مغاربة الموقع الالكتروني لوزارة الاعلام المصرية.
وأصدر أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري مساء الاثنين تعليمات مشددة لادارة الرقابة والمشاهدة بالتلفزيون لمراجعة جميع المسلسلات المعروضة على الشاشات المصرية والتأكد من كونها لا تحمل أية اساءة لصورة المرأة في أي قطر عربي.
وتمكن مخترق الكتروني مغربي «هاكر» من الدخول على موقع وزارة الاعلام المصرية وعطله بالكامل لفترة قصيرة الاثنين واضعا رسالة احتجاج على الاساءة الى سمعة المغربيات في المسلسل المصري «العار» الذي يبث على قنوات عدة خلال شهر رمضان والذي أظهر فتاة مغربية تعمل كفتاة ليل.
وقال رئيس اتحاد الاذاعة والتلفزيون المصري في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه ان التلفزيون المصري «حريص على صورة المرأة العربية ويرفض أية اشارة تسيء لها في البرامج أو الدراما التلفزيونية التي ينتجها أو التي يبثها من انتاج الآخرين».
وأثار اختراق الموقع الوزاري جدلا خلال حفل الافطار الذي أقامه اتحاد الاذاعة والتلفزيون في القاهرة وضم العديد من مسؤولي القنوات والقطاعات وحشد من الاعلاميين والصحافيين الاثنين الماضي، لدرجة جعلت أسامة الشيخ يغادر الحفل بعد أقل من 10 دقائق حتى لا يسأله أحد من الحاضرين عن الواقعة بينما عبر ابراهيم العقباوي رئيس شركة صوت القاهرة عن غضبه الشديد تجاه القرصنة.
واستغرقت عملية الاختراق بحسب مصادر في التلفزيون المصري 3 دقائق فقط نجح خلالها المخترق المغربي في السيطرة على موقع الوزارة المصرية وتعطيل عمله ليبث رسالة غاضبة تؤكد أنه فعل ذلك «انتقاما لسمعة المغربيات التي استباحها المسلسل المصري» حسب تعبيره.
وتضمنت الحلقة 14 من مسلسل «العار» مشهدا يظهر ملكة جمال المغرب السابقة ايمان شاكر التي تتحدث في الأحداث بلهجة بلدها والتي تجسد دور عاهرة وهي تجالس مواطنا خليجيا في أحد الملاهي الليلية بينما يراودها بطل المسلسل «مصطفى شعبان» عن نفسها.
وكان وزير الاعلام المصري أنس الفقي أصدر بيانا قبل يومين من حلول شهر رمضان أكد فيه على خضوع جميع الأعمال المصرية والبرامج لسلطة الرقابة قبل عرضها دون استثناءات.
لكن يبدو ان فكرة الاعتراض على تناول جنسيات بعينها في الأعمال المصرية لم تدر بخلد مسؤولي الرقابة خاصة وأن اعتراضات عدة ظهرت خلال السنوات الماضية فيما يخص ظهور الشخصيات الخليجية في الأعمال المصرية دون ان يتخذ موقف عملي لمنع ذلك.
وعبر الكاتب المغربي المعروف رشيد نيني عن الغضب المغربي من الاساءة العربية المتكررة للنساء في بلاده معددا مناقب المرأة المغربية التي يصمها بعض العرب بالمشعوذة والعاهرة على الرغم من أنها كانت سباقة في مجالات الرياضة والعلم والفلك والفضاء والدين.
وقال نيني في مقاله اليومي بصحيفة «المساء» المغربية التي يرأس تحريرها بعنوان «المغربيات علاش قادات»: «هؤلاء العربان لا يعرفون شيئا ويتصورون ان المغربيات هن فقط أولئك الفتيات البائسات اللواتي يشترونهن بعقودهم الشبيهة بعقود العبيد ويتاجرون في شرفهن في مواخيرهم الى الحد الذي أصبح فيه الخليجيون والشرقيون عموما يختزلون معرفتهم بالمرأة المغربية في الدعارة والجنس والسحر».
وأضاف: «هؤلاء الناس يجهلون ان أول امرأة أسست جامعة في العالم مغربية اسمها فاطمة الفهرية وأن أول امرأة عربية فازت بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية كانت المغربية نوال المتوكل في لوس أنجلوس عام 1984 وأن أول امرأة عربية تصل الى القطب الجنوبي هي عالمة الفضاء والفلكية المغربية مريم شديد وسبقتها في أواسط الستينيات الى وكالة «ناسا» أمينة الصنهاجي كأول عربية تلج عالم الفضاء».
وفي نفس الصحيفة كتبت بشرى ايجورك بعنوان «العار»: «عار فعلا ان تختزل صورة المغرب والمغاربة في السحر والرشوة والدعارة وأن تكون نظرة الأشقاء الينا هي ما قدمه الكويتيون والمصريون على الرغم من ان هؤلاء العرب يعاملون كالملوك حينما يزورون البلد وخصوصا الفنانين الذين تقدم اليهم الهدايا ويخصون بالتكريم والحفاوة».
وتعد واقعة الاختراق المغربي هي الثانية من نوعها في شهر رمضان الجاري حيث اخترق مغربي قبل أيام موقعا كويتيا احتجاجا على مسلسل الرسوم المتحركة الكويتي «بوقتادة وبو نبيل» الذي تعرضه قناة «الوطن» الذي اعتبره عدد من المغاربة اساءة واظهارا لنساء المغرب على أنهن ساحرات ومشعوذات يسعين الى خطف رجال الخليج وتزويجهم لبناتهن.