السلطات الأمنية بفاس تمنع مسيرة شعبية نحو الولاية
خلفت جريمة قتل بشعة للشاب محمد أبو الصبر، استنفارا أمنيا وغليانا شعبيا، إذ منعت السلطات الأمنية بفاس، مسيرة شعبية عقب صلاة الجمعة الماضية وجنازة الضحية، حيث كان يعتزم المئات من ساكنة حي مولاي عبد الله رجالا ونساء تنظيمها نحو ولاية فاس للمطالبة بمعاقبة المجرمين، وللحد من الانفلاتات الأمنية بالمنطقة.
واصطفت عدد من قوات الأمن أمام القصر الملكي المحاذي لحي مولاي عبد الله، بينما توقفت حركة السير بشارع مولاي اسماعيل الرابط بين مدخل القصر الملكي وباب السمارين، وكان الشاب البالغ من العمر 24 سنة، تعرض لعملية قتل بشعة بحي مولاي عبد الله، ليلة الأربعاء الخميس الماضية، استعملت فيها السيوف، حيث بترت يده وقدمه، وأزيلت عينه اليسرى، وتعرضت عدة مناطق من جسده للتشويه، جيران الضحية وأخته الذين التقيناهم بمسرح الجريمة، حكوا تفاصيل ليلة الرعب، إذ لم يتمكن الجيران من مغادرة منازلهم بعد سماعهم للشجار الذي دار بين الشاب الضحية وأربع شباب من الحي كانوا مخمورين، لتتم مطاردته إلى داخل بيته، وارتكبت في حقه الجريمة أمام أنظار والدته، وظل الجيران يسمعون الضحية يستنجد بأمه وهي تستنجد به لمدة ساعة من الزمن، قبل أن يعمد المجرمون إلى مغادرة المكان في حدود الساعة الثالثة والنصف صباحا، بعد أن اعتدوا على والدة الضحية إذ بتر أحد أصابعها، ونقلت إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني، ولم تخبر بوفاة ابنها، كما لم تحضر الجنازة، واستغرب سكان الحي لعدم حضور أي فرقة أمنية، حيث حضرت الوقاية المدنية فقط، بعد ساعة ونصف من مغادرة المجرمين لمسرح الجريمة، ولم تتمكن قوات الأمن من إعادة تمثيل الجريمة بسبب حالة الاحتقان التي تشهدها المنطقة، من جهة أخرى، وعلمنا أن قوات الأمن اعتقلت أحد تجار المخدرات بمقاطعة المرينيين، ورد اسمه في عريضة وقعها ساكنة حي لابيطا، ووجهت لوزير الداخلية، ويتداول الساكنة أن عملية الاعتقال مرتبطة بمصرع الشاب بحي مولاي عبد الله، إذ كان المتهمون الثلاث في عملية القتل، زبناء للمسمى "ولد العطار"، اقتنوا منه المخدرات والخمر، وهو ما عجل باعتقاله، منتصف ليلة الخميس الماضي، بينما أفادت مصادر من حي لابيطا بمقاطعة المرينيين، بأن باقي تجار المخدرات الذين تم الإبلاغ عن أسمائهم وعناوين سكناهم لاذوا بالفرار، ويتخوف الساكنة أن يكون الأمر مجرد "انحناء للعاصفة"، وفي سياق متصل، خرج المئات من ساكنة سيدي بوجيدة في مسيرة احتجاجية على الانفلاتات الامنية، عقب صلاة الجمعة، وهي المسيرة التي اعلن عنها من داخل المسجد، واتجهت صوب الدائرة الأمنية بالمنطقة.